السبت، 20 ديسمبر 2008

فات المعاد


منذ متى لم يأتى إلى هنا...... خمس سنوات ...... لقد بدت وكأن دهر مر، لقد تغير كل شئ على وجه الأرض إلا هذا المكان. كان يقف امام البحر ورغم برودة الجو لكن بداخله دفئ تبعثه زكريات احياها هذا المكان بعد ان ظن ان الزمان قد طمس معالمها تماما...
ياه .... مازال بائع الذرة هناك كما كان منذ خمس سنوات....... لا يبالى بالبرودة و لا البحر الذى يكاد ان يغرقه رذاذه...... ينتظر أن يمر عليه عاشقان ليدفأهما بأكواز الذرة حت أننى كنت أظنه لا يعمل طلبا للرزق......... بل خدمة للحب.....
لطالما أبتعت منه.... ترى أمازال يذكرنى إلى الآن؟!أمازال يذكرنى انا و....
"لا لن يذكرنا.........." جائته تلك الأجابة التى قطعت عليه افكاره،مفاجئة تمناها لكنه أبدا لم يتوقعها ...... حاول أن يتكلم ولكن لم يدر ماذا يقول ...... تكلمت هى "....لقد مرت سنوات منذ .... كما تعلم....." ....أحست بضيق ولم تستطع اتمام عبارتها
اراد ان يسألها ......... و تمنت لو تحكى له.....
اراد ان يبكى بين يديها ..... و تمنت لو تحتضنه......
مازال يحبها...... ومازالت تعشقه......
لكن شئ لم يحدث ........ كان الصمت ابلغ من أى شئ......
من بعيد كان بائع الذرة يغنى كعادته لأم كلثوم....... ولكن هذه المرة كانت أغنية حزينة ....."...وبقينا بعاد ... والنار بقت دخان ورماد ...... فات المعاد ...."
"هل تزوجتى....؟"
ترددت ثم اجابت ....."نعم.... وانت..؟"
"نعم .....ولى طفلين....."
دار بينهما حديث بسيط لخمس دقائق.... حديث غريبين التقيا فى طريق له إتجاهان ولا يستطيع أحدهما أن يغير أتجاهه فى وسط الطريق ....
أفترقا على وعد بلقاء لن يستطيع اى منهما تنفيذه....!
أفترقا ولا يعلم اى منهما لماذا كذب على الآخر....!
فهى لم تتزوج....... وهو لم يعرف أمرأة بعدها قط......!!
ربما لم يملكا الجرأة...... ربما خوفهما من الفشل ثانية........ ربما خوفهما من الماضى........
أو ربما ببساطة ......"...فات المعاد....."



تمت.

ليست هناك تعليقات: