الاثنين، 15 ديسمبر 2008

المصير




كان الجو داخل الغرفة خانقا ........فبرغم أن الشمس غابت منذ ساعات إلا أن حرارتها تأبى أن تترك المكان حتى أنك ستشعر بقطرات العرق تكاد تغمرك.....الضؤ الأصفر الباهت يغلف كل شئ فيجعل الغرفة تسبح فى سائل أصفر لزج ....
النافذة الضيقة مفتوحة ولكن لا يدخل منها هواء ...... براد الشاى موضوع على موقد الكيروسين بداخله يغلى الماء ، فيخرج منه بخار كثيف يكفى لصنع سحابة صغيرة و قطرات الماء المغلى تتساقط على الأرضية الأسمنتية للغرفة .....
رائحة طعام متعفن تنبعث من لفافة ما عل منضدة فى وسط الغرفة ..... أكوام من الجراد متناثرة هنا وهناك ......
على الحائط الذى تساقط معظم طلائه تجد صورة لفتاة .... صورة صغيرة موضعة فى إطار متآكل .... الصورة نفسها تبدو كأنها إلتقطت منذ زمن طويل ..... بجوار المنضدة يوجد ذلك الفراش الذى يرقد عليه جسد ذلك الشاب الذى لن تصدق أنه شاب إلا إذا رأيت شهادة ميلاده .... ملامح مرهقة ..... وجه نحيل .... رأس لم يبقى فيها إلا بضع شعيرات .... عيناه مفتوحتان ولكن تنظرن إللى ما لا نهاية ترى فيهما إنكسار شديد .. ولا شئ فيهما يوحى بالحياة ، بجواره جريدة مفتوحة على صفحة الوظائف الخالية ... وبين يديه ... إطار آخر به ورقة مكتوب عليها بالون الأسود ...... شهادة تخرج.


تمت

ليست هناك تعليقات: