الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

story

فى اول يوم ذهبنا هناك ، قالت لى انها ألبستنى البنطلون البنى ، والقميص الأخضر المشجر ،

ورغم احساسى بالأختناق من ياقته الضيقة الخشنة إلا أنى لم أعترض ،

لأنها قالت أنه " مخلى شكلى حلو "



نزات على السلم -الذى لم أعرفه طوال حياتى غير مرات قليلة - وانا امسك بيدها ،

وعندما اصطدمت أذنى بضوضاء الشارع ، ازداد ضغط يدى عليها .



ركبت من الجانب القريب لسيارتنا التى بدت لى اصغر من آخر مرة ركبتها .

أمى - التى أضطربت السيارة ومالت كثيرا حين ركبتها -

بدت لى الآن أضخم من زى قبل.



فى كرسى الصالون غير المريح ، حاولت أن أجلس هادئا كما طلبت أمى ،

لكنى لم أعرف أبداً إن كانت ابتسامتى ملائمة مناسبة أم لا ،وخشيت أن تغضب فتوقفت بعد فترة عن الأبتسام .



أمى قالت أن الفتاة " زى فلقة القمر " ، فوافقت.



فى الليلة الأوولى حين اصطدمت يدى بملامح وجهها غير المتناسقة ،

فزعت .



موت أمى القريب وخوفى مما قد يحدث جعلنى أنتظر .



بعد فترة لم يترك لى صوتها العالى وألفاظها البذيئة


ومحاولاتها المستمرة فى أن " تستعمانى " ، أى فرصة .



عندما خلى البيت حاولت أن أخرج من حجرتى ، لم أخف حين أصطدمت بالأثاث الذى تغير ترتيبه كثيراً ،

لكن حين أختفت الأصوات من حولى ،

شعرت حقا أنى فى الظلام .



فى المرة الثانية التى كنت فيها هناك ، كنت اعرف انها ليست " فلقة القمر " ،

وسمعت كثيراً صوتها المرتفع .



وحين تصطدم يدى بجسدها المترهل الآن ،

أكتفى بالأنكماش فى جانب سريرى وانا أستمع إلى طقطقة السرير،

تحت جسدها الذى ازداد ضخامة ،

واحمد الله انى لست وحدى

السبت، 26 يونيو 2010

اللى سافر

سأسافر غداً ...
لم يتبق وقت .....

سأنتزع حيزى الخاص من الفراغ ،
واضعه فى مكان آخر لا أعرفه ....

أشيائى مبعثرة فوق سريرى الذى لم أرتبه منذ الصباح ... سأفتقده ،
الحقيبة مفتوحة وانا أنظر لكل ذلك بلا رغبة فى أى فعل .

سأخذ معى " كاميرا ديجيتال " حملت بداخلها كل شئ ،
كل تلك التفاصيل الحميمة ، وتلك التى اكرهها ...

مداخل البيوت ، الأسفلت ، ملامح الرجل العجوز على الرصيف امام بيتنا ،
المروحة - التى لم أرها تعمل من قبل - فوق الدولاب ،
وجوه كل من أحبهم .... ومن أكرههم ،
صوت الشوارع.

سأفتقد صمت أبى ، ورائحة سجائره التى لا أحبها ،
وجه أمى الذى يضحك .... أحياناً ،
آشعة الشمس التى فرقتها الثقوب الصغيرة فى شيش حجرتى وقت غروب يوم ما .

الفجر يقترب ....،

لاأعرف أن كنت سأسافر ،
لكنى بالتأكيد ...... سأعود.






إهداء ..... للى مسافر.

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

الخميس، 11 فبراير 2010

السبت، 16 يناير 2010

لقاء

صمت تام.

نقطة الضوء الضيقة على الأرضية لا تتحرك.

ولا توجد ظلال.

وكنت هناك وحدى ابحث بين الأفكار المنطرحة امامى فوق الصفحات عن شئ ما.

لم أكن أفكر فى شئ ، أو ربما العدم هو ما فكرت فيه.

الصوت الرتيب لحذائها وهو يطرق الأرض الحجرية يزحف فوق السكون ، ويصل إلى.

فى الممر القصير رأيت إشلائها تتقدم نحوى، وما تبقى من أطرافها المبتورة يزحف من خلفها ، ويختبئ.

عرفت أنها هى .

وكانت عيناها لا تزال عسليتين ، وغشاوة من دموع - لم أرها تنزل قط - تغطيهما .

وتحدثنا عن أشياء الماضى .

وسألتها :هل عدت ؟!
وقالت ربما ..!

وأردت أن أقبلها ، ومددت يدى ، وأقتربت.

لكن لم يكن لها شفتان ، وليس لى يد ..!

سألتها : سنلتقى ..؟!
قالت : ربما ...!

ورحلت.

ولم يبقى إلا صمت يشوبه صوت حذائها فوق الأرض الحجرية.

ونقطة ضؤ لا تتحرك.


تمت.

25/10/2009

الاثنين، 11 يناير 2010

حلبة بحليب

الصبح شقشق راح مصبح ع الكراسى
والراديو بيغنى بصوت عاقل و راسى
جه لأسطى سيد لسة ما طلعش ل طريقه
نازل و متسربع ونفسه يشق ريقه
نادى بصوت مبحوح و قال ...
حلبة بحليب

الزهر نط ... وتاه ما بين الكبايات
وقطط بتتخبى ف ضل الترابيزات
والدمنا قفلت ... مطوة طلعت ...ناس تصوت
فضوا الخناقة والحساب ع الحج ثروت
عناب وقهوة ... وقص وشاى
من غير حليب

واحد على المدخل هناك يضرب حشيش
سريح بشنطة وجى يسعى لأكل عيش
معاه حلاوة وقصافات ... حنة و بخور
ومعاه حاجات ... قال اي تخلى النملة طور
جرب كده ...وصلى على
نور الحبيب

والكل ملهى ف دنيته ..ف السكة ماشى
سكة وتاه فيها البشر وسط المواشى
والقهوة تفضى وتتملى و انا ف مكانى
مستنى مين يجى ويقعد جنبى تانى
نشرب على روح الزمن ...
حلبة بحليب.