الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

اسكندرية .... الشتا


صباح رمادى جديد فوق المدينة الباردة .....

الشمس التى خرجت منذ قليل من خلف البنايات تلونت بلون احمر باهت خجلا من آشعتها المتلوية الضعيفة التىتتبدد وسط الضباب الكثيف .

القرص غير المكتمل توقف فوق البنايات ، ينظر الى البحر البعيد الساكن ... إلى المدينة الخالية ...
ولا يرتفع اكثر.

الشتاء العجوز يلملم أشياءه المبعثرة بين الشوارع الضيقة و مداخل البيوت القديمة وأعماق القلوب المظلمة ...
ويرحل.

يترك خلفه رياحاً ضعيفة من بقايا آخر النوات .
تركض بأرجل عرجاءفى محاولات - تثير الشفقة - لتثبت ذاتها.

فقط الشوارع الخلفية للمدينة ، تخرج الأشباح من شقوق الجدران وتحاول أن تتلمس فى الضؤ الشحيح طريق إلى مكان ما....

عندما بدأ المطر اخيرا فى الهطول ، تحركت التماثيل الواقفة فوق النصب التذكارى للجندى المجهول ، حاولت الأختباء ، لم تجد مكان ، فوقفت ترتجف.

تجمعت القطط تحت الجسد الجالس فوق الكرسى الخشبى فى قلب الميدان ، تزاحمت ،تشاجرت على حق امتلاك البقعة الوحيدة شبه الجافة فى الميدان،إختلطت أصواتها بصوت المطر العالى

بدا أن حربا ستقوم ...

ثم أتفقوا على أن ينتظروا إستيقاظ الجسد الميت ليسألوه...
من أحق به!

قطعت الشمس طريق الكورنيش لترى سيارات الطريق ، فلم تجد غير أتوبيس النقل العام بلونه الرمادى ، مغطى بأتربة و بقايا دخان أسود كان يخرج منه قبل أن يتوقف إلى جانب الرصيف ... بلا ناس ... ولا دخان.

مازالت هناك بقية من ضوء النهار ، لكن الشمس قررت أنه لا شئ لتفعله هنا .

البحريمتص ما بقى من ضوء

القطط تنتظر

الأتوبيس خالى

التماثيل تغلق عيونها الحجرية

يتوقف المطر.

أغلق نافذتى ، وأعود لظلام غرفتى الداخلية.

لم يعد هناك جديد لأراه.








تمت