فى اول يوم ذهبنا هناك ، قالت لى انها ألبستنى البنطلون البنى ، والقميص الأخضر المشجر ،
ورغم احساسى بالأختناق من ياقته الضيقة الخشنة إلا أنى لم أعترض ،
لأنها قالت أنه " مخلى شكلى حلو "
نزات على السلم -الذى لم أعرفه طوال حياتى غير مرات قليلة - وانا امسك بيدها ،
وعندما اصطدمت أذنى بضوضاء الشارع ، ازداد ضغط يدى عليها .
ركبت من الجانب القريب لسيارتنا التى بدت لى اصغر من آخر مرة ركبتها .
أمى - التى أضطربت السيارة ومالت كثيرا حين ركبتها -
بدت لى الآن أضخم من زى قبل.
فى كرسى الصالون غير المريح ، حاولت أن أجلس هادئا كما طلبت أمى ،
لكنى لم أعرف أبداً إن كانت ابتسامتى ملائمة مناسبة أم لا ،وخشيت أن تغضب فتوقفت بعد فترة عن الأبتسام .
أمى قالت أن الفتاة " زى فلقة القمر " ، فوافقت.
فى الليلة الأوولى حين اصطدمت يدى بملامح وجهها غير المتناسقة ،
فزعت .
موت أمى القريب وخوفى مما قد يحدث جعلنى أنتظر .
بعد فترة لم يترك لى صوتها العالى وألفاظها البذيئة
ومحاولاتها المستمرة فى أن " تستعمانى " ، أى فرصة .
عندما خلى البيت حاولت أن أخرج من حجرتى ، لم أخف حين أصطدمت بالأثاث الذى تغير ترتيبه كثيراً ،
لكن حين أختفت الأصوات من حولى ،
شعرت حقا أنى فى الظلام .
فى المرة الثانية التى كنت فيها هناك ، كنت اعرف انها ليست " فلقة القمر " ،
وسمعت كثيراً صوتها المرتفع .
وحين تصطدم يدى بجسدها المترهل الآن ،
أكتفى بالأنكماش فى جانب سريرى وانا أستمع إلى طقطقة السرير،
تحت جسدها الذى ازداد ضخامة ،
واحمد الله انى لست وحدى
سجاير كتير
قبل 8 أعوام