الثلاثاء، 6 يناير 2009

تضامنا مع غزة...!!



الموسيقى صاخبة تصم الآذان فتضيع بين ضربات ايقاعها الكلمات ، جو عام من المرح والنفلات تخترقه اضواء تتحرك بجنون مضطرب لتصب على الأستوديو سيلا من الألوان يخغى معالم الديكور ردئ المستوى المستنسخ من آلاف البرامج المشابهة يزيد عليه فقط شجرة الكريسماس الموضوعة فى احد اركان الأستوديو مزينة بكلمة ( happy new year 2009 ) ....

يملأ جنبات الأستوديو فتايات كاسيات عاريات يتبارين فى الرقص ، وحقا كانت المنافسة ساخنة جدا ، لا يضاهيها فى قوتها إلا جمال الفتيات انفسهن ، الكاميرا حائرة بين الفتايات وبين ال
( stage ) حيث يصطف مجموعة من الشباب فى نصف دائرة ليقوموا بحراكات استعراضية راقصة ثم انبرى واحد منهم ليؤدى فاصل من الرحكات الراقصة لم تستطع الفتايات مجاراته بها فأرتفعت صيحات الأعجاب والتشجيع وهنا التقط هذا الشاب (( الميك )) وانطلق يغنى بصوت كان حقا قويا جديرا بأن ينادى على (( الطماطم )) فى سوق الخضار ، اما عن الكلمات فلم استطع حقا متابعتها بسبب الموسيقى الصاخبة لكنها فى المجمل كانت تحكى عن قصة كفاح شاب مناضل يحاول الوصول إلى احدى ((الغرز )) و الحصول على حقه الطبيعى فى أخذ
(( نفسين بانجو )) وكيف استطاع فى النهاية بكثير من المشقة والجلد الوصول لهدفه النبيل .... !!

خلف المغنى كانت تقف المذيعة التى اقل ما يقال عنها انها (( مزة جامدة.. طحن.. فحت.. ملة.. آخر حاجة )) وكانت ترقص فى هدوء ورزانة تليق بمهنتها الوقورة ...!!

خفتت اصوات الصياح تدريجيا مع توقف الموسيقى وهدأ الجمهور بعد ان جلس المغنى وجلست امامه المذيعة واضعة ساق فوق الأخرى (( وكأن الحكاية ناقصة...!! )) وتحدثت إلى الجمهور بصوت - ارجو ان تعفونى من وصفه لعدم الأحراج – قائلة :
-حبايبى المشاهدين .. من تانى بنفكركم ان حلقتنا النهاردة من البرنامج تأتى ضمن أحتفالات قناتنا الجديدة قوى .. الجامدة قوى .. بعيد ميلادها وقبل ليلة رأس السنة بليلة واحدة ، وكانت مفاجئتنا ليكم ضيفنا الحبوب النجم المحبوب المطرب الفنان برنس الأغنية الشبابية (( ... ))
وابتسمت له ابتسامة حماكم الله منها ، فرد عليها بأبتسامة بلهاء غير واعية هى اقدر دليل عما يشعر به
-وقبل ما نكمل مع ضيفنا الحبوب ... نطلع فاصل اعلانى (( صغنون )) لمدة نصف ساعة .. استنونى بقى .. (( سى يوووو ..))

-الأغنية كانت جامدة موت ، كنت ماسكة نفسى بالعافية ، كنت هاموت وارقص ..

– وكأنها لم تفعل - ..

=اللى جاية بقى اراهنك ان اى حد يمسك نفسه معاها ....
يرن هاتفه المحمول ...

=سورى لازم ارد ، اصل ده ال ( agent ) بتاعى ...

*وكيل الأعمال : ايوة يابرنس ...

=ايه يابنى انا مش قلت انى بسجل ومش عايز مكالمات ....؟!

*اسمع بس يا برنس .. انا عندى فكرة جامدة جدا ...
=لخص ..

*ايه رأيك لو نلغى حفلةبكرة ...؟!

=نعم ياروح امك ...!!

*عشان غزة .... هتبقى دعاية جامدة ، وكلة هيقول انك قلبك كبير ... يا كبير ..

=ليه ... وانت فاكرنى (( محمد منير )) بروح امك ... دول دافعين خامسين الف دولار ، سامع يالا دولالالالالالالالالار من اللى عمر ابوك ما شافه ...

*اسمعنى بس يا ....

يغلق الهاتف ويعود الى مكانه بجوار المذيعة ...
-مالك يا حبوب ..؟!

=إيه ..لا .. لا اصلى.... سمعت اخبار وحشة عن غزة ، وانا اصلى زعلان جدا على الناس اللى بتموت ..!!

-حقيقى ..؟!

=طبعا .... ده انا بتابع اخبارها اول بأول ..

-وااااو .. دى ممكن تبقى نهاية جامدة موت للحلقة .. عايزة بقى شوية دراما منك عشان نقفل جامد ، اوك؟

=اوك طبعا .. ده انا محضر مفاجأة

-اعزائى احبائى وروح قلبى .... عدنا ..

ثم توجه الحديث للبرنس ..
-انا سمعت انك متأثر جدا بأحداث غزة ..

=طبعا ومين مننا مش متأثر ؟! ... الشعب كله زعلان .. ومنظر الناس حاجة تقطع القل... مش ...مش ...مش قادر اتكلم... آسف ..

يصدر صوت نهنهات خافتة من بين الجماهير تقطعه المذيعة ...

-طب البرنس عايز يعمل ايه لغزة ..؟!

=انا فعلا عملت ... آه والله ...عملت أغنية تضامنا مع غزة ..

-طب ممكن نسمعها ..؟

=طبعا ..
يقف وهو يبدو عليه التأثر ..

=انا بهدى الأغنية دى لكل شعب فلسطين المحتلة وأرجو انى بكدة اكون بأدى جزء من واجبى نحيتهم ...

تبدأ موسيقى هادئة ترتفع تدريجيا حتى تحين اللحظة المناسبة فينطلق صائحا :


=يا خسارتك يا حماااااااام .... يا رمز للسلالالالالام ..
يا خسارتك يا حماااااااام .... يا رمز للسلالالالالام ..
يوماتى بندبحوك ..... وبنعملوك براااااام .....
وهييييييييييييييييييييييه.....
ياخسارتك ..... ياااااااااخساااااااااااارتك...
ياخسارتك ..... ياااااااااخساااااااااااارتك


يا خسارتك
تمت.